الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية محمد علي العروي (الناطق الرسمي لوزارة الداخلية): نعم هناك من يريد تبييض الإرهــــاب ومهمتنا ليست قنص الأبرياء

نشر في  03 سبتمبر 2014  (11:43)

المتعارف عليه هو أن الناطق الرسمي بإسم الوزارة هو  المكلف بالإعلام عن كل نشاطات الوزارة وأعمالها، وهو حلقة الوصل بين مؤسسة الوزارة ووسائل الإعلام المحلية والعالمية ويشغل هذا المنصب منذ سنة 2013 أحد إطاراتها وهو محمد علي العروي الذي يدير بنفسه مكتب الاتصال والإعلام .وكثيرا ما انتقدت بعض وسائل الإعلام العروي واتهمته أحيانا بمحاباته لوسائل إعلام دون أخرى ونظرا لما يتحمله هذا الرجل من أعباء  داخل الوزارة حملنا إليه جملة من الأسئلة أجابنا  عنها بكل رحابة صدر .

باعتبارك متابعا للشأن الإعلامي في تونس، ماهو دور الإعلام في مكافحة الإرهاب؟
أعتقد أن للإعلام دورا أساسيا في مكافحة الإرهاب بل ضروريا وملحا لأن الإرهاب يتغذى بالإعلام فهو من يقزمه ويصيبه في معقله بفضحه وكشفه للرأي العام، وبرأيي ليس هناك إعلام محايد مع الإرهاب... بل لا بد من تعاون وثيق بين الوزارة والإعلام من أجل أن تتوحد الجهود لمقاومته،ومن مهام  الإعلام إظهار الإرهاب على حقيقته البشعة ومحاربته في العمق لا محاولة تبريره كما يفعل البعض للأسف والذين يسوقون لأنفسهم أنهم خبراء أمنيون ومحللون جهابذة أو شيوخ يفتون.
لكنكم تتهمون في تصريحاتكم أحيانا بعض الإعلاميين بتبييض الإرهاب ومحاولة الدفاع عن الإرهابيين .
في الحقيقة هناك بعض الإعلامييين وحتى  السياسيين الذين يحاولون عن حسن  نية أو عن سوء نية  إيجاد بعض التبريرات للعمليات الإرهابية ومحاولة التشكيك في أداء الوزارة وعلى سبيل الذكر لا الحصر مثلا الذين ادعوا في عملية قبلاط أن أعوان الأمن كانوا يبحثون عن الكنوز ..فأشياء من هذا القبيل قد تربك عمل قواتنا الأمنية التي يعلم الله وحده حجم تضحياتهم في سبيل القضاء على الإرهاب .
من خلال تعليقاتكم أحيانا تبدون غير راضين عن نقد وزارتكم فهل تعتقد أنها فوق النقد ؟
لا بالعكس فوزارة الداخلية من أكثر الوزارت انتقادا بل وتشكيكا أحيانا حتى في أدائها من أشخاص لا يفقهون شيئا في الأمور الأمنية ،فالبعض وبإسم الحرية قاموا باستهداف الوزارة ومحاولة زرع الفتنة والتشكيك في أدائها وفي الحقيقة نضطر أحيانا للتكذيب والرد على المغالطات وأحيانا أخرى نتجاهل بعض الأخبار التي ندرك جيدا أنه لا يصدقها أحد.وهذه مناسبة لأدعو هؤلاء إلى تغليب مصلحة الوطن على حساباتهم الحزبية الضيقة أو إديولوجياتهم المتطرفة .
هل تؤثر كثرة التزاماتك ومسؤولياتك على وضعك المهني وعلى حياتك الشخصية؟
بطبيعة الحال كل من يتحمل مسؤولية في هذا الظرف الحساس من تاريخ البلاد وأخص بالذكر القيادات الأمنية بعيشون وضعا خاصا لا على المستوى المهني فقط بل على المستوى الشخصي وأنا لست إلا فردا منهم قد أصيب وقد أخطئ أحيانا لأن كثرة الأحداث وتتابعها على مدار الساعة بجعل كل وقتي تقريبا مخصص للعمل وأشعر بالتقصير تجاه  عائلتي لكن كل ذلك يهون من أجل هذه البلاد التي نحبها وهي في حاجة الان لكل أبنائها في هذا الظرف الحساس من تاريخها.
هل أن مهمة الناطق الرسمي التي تضطلع بها هي الاكتفاء بنقل المعلومات أم أنك لسان الدفاع عن الوزارة؟
الوزارة لم توكلن لأكون محاميها فهذه مسألة أخرى لا تخصني فقط أنا أنسق صحبة زملائي في قسم الإعلام والاتصال بتوفير المعلومة للإعلاميين والتي تمدني بها المصالح المختصة من مختلف الإدارات التابعة لوزارة الداخلية ,كما أنني أنسق أيضا بين مختلف الوزارات وخاصة وزارات السيادة ويكون ذلك تحت إشراف رئاسة الحكومة .في عمل يتسم بالحرفية ومتناسق في ما بينه .
ماهي أهم استعدادات الوزارة لإنجاح العملية الانتخابية التي ستنظم في تونس؟
لقد انطلقنا منذ مدة في التحضير اللوجستي لهذه الانتخابات من ذلك أنه تم تكليف البعض من خيرة القضاة بمهمة لدى وزير الداخلية لمتابعة هذا الملف وتقديم كل الدعم اللوجستي للهيئة العليا للانتخابات كما أننا انطلقنا في التحضير الأمني  وكدليل على ذلك ستمنع كل الإجازات عن الأمنيين إلى حين الانتهاء من العملية الانتخابية. هذا طبعا بالتنسيق مع بقية الوزارات وخاصة الدفاع الوطني .
ما هي علاقاتكم بالنقابات الأمنية وموقفكم من أداء بعضها؟
علاقة وزارة الداخلية بكل النقابات ممتازة  والتعامل معهم يكون بنفس الدرجة والقيمة .لا ننكر أن هناك انفلات أحيانا في تصريحات بعض النقابيين لكن علينا أن لا ننسى أن  العمل النقابي هو عمل وليد هذه الفترة وناشئ جديد قد يصيب حينا وقد يخطئ أحيانا أخرى لكن اتهام الوزارة أنها تتعامل بسياسة المكيالين مع بعض النقابات أمر يخالف الحقيقة ومن التجني الحديث عن ذلك.
ماهي آخر التحقيقات الجارية في مقتل الفتاتين بالقصرين والتي أثارت عديد الانتقادات وبصراحة هل سيتم معاقبة الأمنيين إذا ثبت أنهم أذنبوا أم سيتم لملمة الموضوع؟
نحن في وزارة الداخلية فتحنا تحقيقا إداريا في الموضوع وبالتوازي مع ذلك فإن قاضي التحقيق الأول بالقصرين تعهد بالقضية وقد مددناه بأسماء الأعوان والسيارات وقد فتح تحقيقا لازال جاريا والأعوان هم الان على ذمة قاضي التحقيق. لكنني فقط أريد أن أشير هنا إلى أنه لا بد من فهم ظروف وملابسات الحادث قبل شن حملة إعلامية للتشكيك في أداء الوزارة فنيتنا وهدفنا لم ولن يكون قنص الأبرياء.
يتهمك بعض الصحفيين وخاصة في الجرائد المكتوبة منها والالكترونية أنك تريد الظهور الإعلامي في الصحافة  المرئية والمسموعة وأنك لا تستدعيهم في  الندوات الصحفية التي تعقدونها.
ليعذرني كل الزملاء لكن صدقني لا أفرق بين مكتوب ومرئي فكل الزملاء مرحب بهم ومكتب الإعلام والاتصال مفتوح للجميع فقط قد تكون بعض المشاغل والأمور المستعجلة والاجتماعات الأمنية سببا في عدم ردي على بعض المكالمات لكن هناك أيضا في المكتب من يستطيع إفادتهم وإعطائهم المعلومة التي يريدون.
   

حاوره: عبداللطيف العبيدي